منطقة حلوان الطبية

بدلا من ان يتعب السيد حاتم الجبلى نفسه بنقاب الممرضات وان يختزل كل مهازل الطب فى مصر فى مثل هكذا الفسيفساءات كان لزاما عليه ان ينشغل بانهيار الخدمات الطبية والصعوبات التى تواجه العاملين و الموظفين فى وزارته فمثلا توجه احد الاطباء الى منطقة حلوان الطبية للحصول على اجازة بدون مرتب بعدما فاض به الكيل وبلغ الاحباط مبلغه فوجد ان حلوان اعلنت استقلالها واصبحت محافظة وتم نقل مبنى المنطقة الى مكان اخر دون وجود مايدل على المكان الجديد ولو خرقة بالية على بابها القديم فسأل اصحاب المحلات فى الاماكن المحيطة وكأنه يبحث عن طفل تائه فأخبروه بمكانها الجديد وبعد ان من الله عليه ونجح فى الوصول الى المقر الجديد وقام بتقديم الطلب قالوا له عليك ان تمر بعد يومين ولكن الطبيب الذى يفهم طبيعة المصالح الحكومية فى مصر قام تفويت يومين اخرين ثم توجه الى مكتب المدير ليفاجأ بما يلى
قالوا له الطلب فى الارشيف وكانت الساعة التاسعة والربع فوجد مقر الارشيف مغلقا لم يفتح بعد وكأنه محل بقالة موظفوا الارشيف لم يحضروا , بعد الساعة العاشرة , ظهرت بادرة امل اتت احدى الموظفات وفتحت المكتب اخذت تبحث عن الطلب لتجد ان المدير قام بتوقيعه بتاريخ 25\1\2009 وتسلمته مدام حسنية التى تبعد عن مكتب المدير بخمسة امتار بتاريخ 27\1\2009 يومين كاملين من اجل خمسة امتار ثم يعدنا السيد عبد المنعم سعيد بالمستقبل المشرق وان مصر ستصبح دولة عظمى عام 2020 اى عظموية تلك يحلم بها اؤلئك المتحالمون هذا ابدا لن يكون ولو عام 7020 مادام الحزب الوطنى وقيادته الرشيدة جاثمون على انفاسنا المهم لم يجد الطبيب مدام حسنية لأنها تقوم بجلسة علاج طبيعى يومى الاحد والاربعاء وجلس ينظرها وبينما هو على حاله تلك اذا بمأسى الموظفين تخرج من اعماقهم يعتصرها الحزن والمرارة من مواصلات ومرتبات واحوال معيشية متدنية الجميع يحكى , الجميع يقص , الجميع يتألم , ولكن وزير الصحة مشغول بأمر أخطر فقد جعل كل اهتمامه هو نقاب الممرضات , مرت ساعة ولم تحضر بعد مدام حسنية وما زال الطبيب ينتظر

توجهت الى ادارة الزمالة المصرية للحصول على ورقة تفيد بأننى مؤهل لدخول امتحان الجزء الثانى من الزمالة المصرية بعد ان تلاعبت بعض الايادى الخفية وتدخلت فكان الرسوب فى دور سبتمير 2008 وجدت الكهرباء مقطوعة واحد المسئولين يقف على مدخل ادارة الزمالة وحواه مجموعة من الشخاص الذين تراهم دوما فى مثل هذه الظروف من المرتزقة ومن المنافقين وراغبى الظهور اسنوقفنى موظف الامن رغم انه يعرفنى جيدا فرصة لاثبات الذات امام هذا المسئول والذى عرفت فيما بعد انه رئيس الحى احتككت به ونظرت اليه معنفا تجاوب معه شخص اخر تلاسنت معه تجاوب معه شخص ثالث تلاسنت معه ايضا ثم صعدت الى مقر الزمالة بالدور الثالث لم اجد الموظفة سعاد فكانت فى مأمورية فى تدريب فى طنطا والقائم بالعمل موظفة اسمها مدام جمال نعم مدام جمال صوتها عالى ربما يتحسب انفعالى وقالت انها لا تستطيع ان تفعل شيئا كان هذا يو م الخميس 9\1\2009 كان الهدف الرئيس من الحصول على تلك الورقة هو الحصول على اجازة بدون مرتب من مستشفى حلوان العام
يوم السبت 10\1\2009 توجهت الى عيادة الرمد بمستشفى حلون العام لمقابلة رئيسة القسم للحصول على اجازة مبدئية لمدة اسبوع لانتهى من ورقى الخاص بالاجازة لمدة عام لأنى اعلم جيدا حال المصالح الحكومية التى تجعلك تكره نفسك وتزهد فى الحياة كقيمة امام هذه الحماقة التى استحكمت حلقاتها ولا تريد ابدا ان تنفرج كنت اتمنى دوما ان اعرف من الذى استطاع ان يضع كل هذه الترسانة الهائلة من القوانين والمنغصات التى تكبل اى عمل وتعوق اى محاولة للاستنهاض بهذه الامة اريد ان اعرفه كى احييه على هذا الذكاء الغير مسبوق مع تقريثعه على هذه اللانسانية التى دفعته الى هذا السبيل المهم بعد انتظار دام ساعة اتت رئيسة القسم ووافقت على الاجازة وبدأ ماراثون اخر فى ادارة الزمالة المصرية
توجهت يوم الثلاثاء 13\1\2009 الى ادارة الزمالة كانت الكهرباء المقطوعة قد عادت الى المبنى فى هذا اليوم لم اجد الموظفة سعاد فقد كانت فى مركز تدريب بالعباسية ولم اجد الموظفة القائمة بالعمل مدام جمال ايضا فوجدت الغرفة مغلقة صعدت للدور الرابع فوجدت الدكتورة سميرة المشرفة عليهما نزلت الى المكتب وسألتنى عما اريد فاخبرتها اننى اريد الحصول على اجازة بدون مرتب واريد افادة من الزمالة يظهر موقفى كان هناك طلب تقدمت به منذ اربعة اشهر قبل انتهاء فترة التدريب لم يكن موجودا طلبت منى الصعود الى مدام رضا وكتابة طلب جديد اخبرتها ان الامر سيستغرق وقتا فقالت ليس هناك حل سوى ذلك قامت مدام رضا بكتابة الطلب السابق على الكومبيوتر بدلا من الطلب الجديد وادرجته فى بوستة المدير العام عدت الى دكتورة سميرة وجدتها تدخن سيجارة وهى ليست المرة الاولى فهى تدحن فى مصلحة حكومية اثناء العمل كما ان المبنى يعلو مستفى اى منشأة صحية مخالفة اخرى فأخبرتنى بانه كان الاجدر ان اكتب طلبا جديدا فقلت لها ان مدام رضا تقول انه لا يصح قانونا كتابة طلب فى نفس الموضوع مرتين المهم عدت الى بيتى وتوجهت بعد ذلك صبيحة يوم الاربعاء 14\1\ 2009 لاحذ الطلب فكانت المفاجأة
لم تكون دكتورة سميرة موجودة وكانت الموجودة مدام سعاد التى بدورها سألتنى ماذا تريد فأجبتها للمرة الثالثة عن اننى اريد افادة من الزمالة للحصول على اجازة بدون مرتب فطلبت من كتابة طلب جديد

العيادة الخارجية فى مستشفى حلوان العام

العيادة الخارجية فى مستشفى حلوان العام مثيرة للشفقة , المبنى متهالك للغاية , يجلس على مدخلها رجل يرتدى طاقية , ضخم الجثة , لحيته بيضاء كثة , يدخن سيجارة مع ان التدخين ممنوع فى المنشأت الطبية , الدور الارضى يحتوى على شباك التذاكر والمعمل الذى يبدو من خارجه ان قديم للغاية تعلوه ورقة مكتوب عليها العينات تسحب من الساعة التاسعة الى الساعة العاشرة صباحا وتسلم النتائج الواحدة ظهرا من شباك التذاكر عيادة الرمد هدفى الرئيس فى الدور الثانى حيث طرقة طويلة والمرضى يتراصون على الجانبين معظمهم يبدو من وجوههم النحيلة والاحزان التى تعلوهم ان الفقر والعوز قد انهكه , عيادة الرمد ما ان تدخلها ترى التشققات على الحائط وطلاء الحائط متساقط الكشف على المرضى يتم بالسماع والفحص بالعين المجردة , والمنظار الشقى والذى من المفروض ان يتم الفحص من خلاله رفاهية بالنسبة للمرضى كل عشرين حالة يتم فحص حالة منها على هذا الجهاز البائس , رغم انه يجب فحص كل مريض من خلاله حيث يقوم بتكبير العين اكثر من عشر الى ستة عشر مرة ولكنها ذا الامر فى تلك المستشفى يكاد يكون منعدما , كنت اتمنى ان يصرخ كل مواطن يدخل يقول بأعلى صوته للسيد يوسف بطرس غالى اين اموال ضرائبنا اين الاموال التى تجبيها منا ونحن لا نجد خدمة طبية تليق بكوننا من بنى ادم ان العيادات البيطرية التى تعتنى بالحيوانات فى بعض الاماكن ربما تفوق الخدمة الطبية المتدنية التى نتمرمغ نحن فى مستنقعها
د.حامد انور

مستشفى حلوان العام

هذه المدونة تهدف الى رصد انهيار الوضع الطبى فى عهد الحزب الوطنى عام 2009 من خلال يوميات حقيقية يمارسها طبيب ساقته الظروف والاقدار ان يعمل بمستشفى حلوان العام احدى مستشفيات وزارة الصحة فى مصر

فى يوم الاربعاء 6\1\2009توجهت الى مستشفى حلوان العام ومعى جواب تسلم العمل كطبيب مقيم فى جراحة العيون توجهت وقد اشتاقت نفسى الى سجالالت الموظفين فى المصالح الحكومية فى عصر الانترنت والحكومة الالكترونية حكومة الحزب الوطنى البهية فتوجهت مباشرة الى مكتب المدير وجدت سكرتيرة ترتدى الحجاب على الطريقة الامريكية اعطيتها الجواب دخلت ثم خرجت لتخبرنى ان المدير يريد مقابلتى دخلت .. اجل انه الدكتور سامح العشماوى مدير العيادات الخارجية السابق فى معهد ناصر لقد كانت لدى مشاحنة معه من قبل ابان فترة انتدابى بالمعهد يبدو انه يتذكرنى جيدا لان الذى قابلنى هو نائبه رحب بى بود شديد وقام بالتوقيع , الدكتور سامح يطلب جدول الحضور لاطباء النساء والاطفال يبدو انهم قد قاموا بالتزويغ وهذا امر طبيعى ففى بلد يتقاضى فيه الطبيب راتبا سنويا اقل من هزة راقصة فى ساعة او ركلة كرة قدم فى مرمى الخصم فبالطبع لا بد ان يكون التزويغ فرضا عينا عليه وان لم يفعل فهى السذاجة بعينها طلب منى نائب المدير التوجه الى شئون العاملين لا اعرف مكانها سألت السكرتيرة ذات الحجاب الامريكى فأجابتنى دون ان تلتفت الى انها فوق دون ان تحدد أين يكون فوق هذا خرجت وانا اتمتم بعبارات جارحة واعرف انها رأتنى بل وكنت اريدها ان ترانى توجهت فوق ثم فوق فلم اجد شيئا عدت الى مكتب المدير مرة اخرى منفعلا فوجدت السكرتيرة تضع يدها على خدها واخبرنى زميلها بالمكان تحديدا دخلت شئون العاملين فطلبت منى الموظفة اربع ملفات وتصوير الجواب اربع نسخ لا توجد فى المستشفى ماكينة تصوير خرجت للتصوير وشراء الملفات ثم عدت لاجد موظفة اخرى وكانت منتقبة وفوجئت بعدها انها مديرة شئون العاملين وسألتنى عن سبب قدومى كدت افقد اعصابى المهم اتت الموظفة الاخرى وطلبت منى ان اذهخب بجواب اخر وتوقيعه من المدير الادارى ومدير المستشفى كما طلبت منى الموظفة المنتقبة مديرة شئون العاملين صورة شخصية وصورة من شهادة الخدمة العسكرية لان المستشفى دخلت نظام الجودة فسألت وما العلاقة بين نظام الجودة وشهادة الخدمة العسكرية المفروض ان الامر مرتبط بالخدمات المقدمة للمرضى والاجهزة الطبية تكون على اعلى مستوى فأجابتنى تلك اتلمنتقبة بأنها تعليمات الوزير ذهبت الى مكتب المدير الادارى فلم اجده انتظرته نصف ساعة لم يصل بعد ذهبت الى مكتب المدير فقال لى السكرتير الذى دلنى من قبل على مكان شئون العاملين فقد غادرت السكرتيرة الاخرى ذات الحجاب الامريكى المكتب بالكلية قال لى يجب ان يوقع المدير الادارى اولا فقلت له انه غير متواجد فقال لى انتظره فصرخت فى وجهه لن انتظره اريد ان اقدم شكوى فيه بسبب عدم التواجد على مكتبه هنالك ظهر شخص لا اعرفه نهائيا قام بالتوقيع واخذ منى الجواب وقال لى انتهى الامر قلت له يجب ان يعاد الجواب الى شئون العاملين فقال سنعيده نحن خرجت اسأل على عيادة الرمد وكلمة الموظفة المنتقبة ترن فى اذنى ان المستشفى قد دخلت نظام الجودة فوجدت مبنى قديما يشكو الى صروف الدهر انحدار حاله يشبه المغارة من بعيد اقبلت ليه فوجدت تعلوه يافطة باهتة مكتوب عليها العيادة الخارجية فقلت فى نفسى ونعم الجودة
د.حامد انور